لو أني كُنت صغيراً / بقلم : غيث العراقي/العراق

١
لو أني كُنت صغيراً
صغير جداً
كقلب أمي مثلاً
لأكلت الألم طازجاً
ومضغت الحزن
ك حبة حِلوة …


مصابيح المدينة تتثاءب
مودعة آخر نوافذ الحي
لتنسج حبالِها
على أمتداد السطوح
لِتنشر غسيل
القلوب المتدلية والبالية
ينتظر صاحبها
في زاوية الزقاق
لِتَجف … ويرتديه
كثوب آناقة حتى ليلة أخرى


جزمة
الفتى المتشرد
المثقوبه
تغوص في أزقة الليل
محاولة تقليد المثل :
المتشظي بالرصاص
لا يخاف من ثقب آخر


الليل يعاني
من حكة في صدره
عطس
وتناثر حزنهِ في صدري
كالزكام


أنصتوا جيداً :
الشارع محكوم بأربعة
أرهاب ومقيد
بخمس قناني نبيذ
تجولوا في السجن كما يحلو لكم
لكن دون ان تهربوا…!


أفرطت في شرب السراب
حتى أنتفخ رأسي بمحاولة للطيران
من على شرفة الشارع


أدغدغ القمر
وألاطفهُ
ومن سكرات ضحكتهِ
تسقط النجوم كالحلوى
في أحظان
المنتظرين عند النوافذ ..


السنبلة تصرخ
من جيب الفزاعةِ
والفلاح السكير
منطرح على وجهه ،
التنور يصرخ
بكل ما لديه من رماد
يبكي على خبزة مسروقة
من مطحنة البستان
يحفر كلب الحراسة
لاهثاً بمخالبة
خوفاً من رصاصة الفلاح
ووجه الفزاعة البشع


الأرض تطمس بأقلام المُؤَرِّخيّن
والتراث ما دام طيناً
يجب أن لا نكترث جداً
للوطن !
علينا أن نحب وطن الوطن

_١٠
مُرْعِبةٌ
هي المُدُن الثورية
أَخْفِض عويلك َعن الفقراء
قد تغرز الحرية خنجرها
في خاصرتك
ويشاهدونك الأخرين تعوي ،
معتزلين
كالقطيع عن فأس الجزار ..!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!