كوطنٍ لا يسافر/بقلم:عثمان المسوري( اليمن )

يَزَنٌ يُهَادِنُ حُزنَهُ ودوافِعَهْ
كَرِبٌ يعَضُّ من الحنينِ أصابِعَهْ

وبَكَى الذي ما كانَ يضحكُ فرحةً
ويَغَارُ إن رَشَفَ الغرامُ مدامِعَهْ

خَطَبَ المدينةَ.. ثم حبًّا هَدَّها
رَجَمَ الهوى.. جَلَدَ الأنامُ مطامِعَهْ

هذا الذي ينجو ببعضِ ظنونِهِ
ركبَ الرِّهَانَ بها وكانتْ بارِعَةْ

الشَّوقُ شابَ على السَّوادِ بعينهِ
ببياضِها فقدَ الشبابُ مطالِعَهْ

في وجهِهِ قَدَرٌ خَلِيقٌ بالمُنى
وبقلبِهِ شَفَرَاتُ حُزنٍ قاطعَة

الحربُ تقتُلهُ وتُحييهِ هوىً
وتُمِيتُه وتبثُّ فيهِ مواجعَه

الحربُ أمكَرَ قاتلٍ.. فقتيلُها
دفنت يداهُ حياتَهُ ومَرَابِعَه

بالقاتلِ المقتولِ تنفُرُ للحِمَى
من وقعةٍ مخدوعةٍ لمُخادِعَةْ

هذا المقاتلُ باسمهم.. وبقلبِهِ
يمنٌ من الأولى لأرضٍ سابِعَة

فالحربُ تَسلُبُهُ.. تُلَقِّنُه..
ولم يَقرَأ من “الأحزابِ” إلَّا “القارِعَةْ”

تجتَثُّهُ..
واليُمنُ قد وشَجَ الثَرى
وتَعَمَّدَ الأُفُقُ المبينُ صَوامِعَه!

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!