الحّبُ في زحمة الأيام جافانا
وغاب عن مجلس العشّاق غضبانا
وودّعَ القلبَ محزوناً لفرقته
ولملم الجُرحَ مكلوماً لبلوانا
لمّا تمادت بنا الأهواءُ وانحسرت
فضائلُ النفس وازدادت خطايانا
وأوشك الشرُّ أن تأتي نوازعُهُ
على بقايا صفاء ِ الروح ِ عدوانا
واستأسدت مغريات العصر قاطبةً
لتهصُرَ الوجدَ عَمْداً في حنايانا
فأصبح الشوقُ أحلاماً مجنــّـحةً
ونزعةُ الملتقى جافت نوايانا
وصار للناس أطماع ٌ تدنــّـسـهم
ورافقتنا الأنا والحقدُ أعمانا
ولم يعد للهوى قدرٌ ومنزلة ٌ
وكان في القلب قبل الغزو سلطانا
فآثر الحّبُ أن يمضي ويَهجُرَنا
لمّا استهّنا بماضيه الذي كانا