لا تبَدُّل/بقلم:شلال عنوز( العراق)

عام يمر وآخر يأتي
لا تبدُّل
المساءات باكية والصباحات راعفة
هو والمرآة يتبادل الأدوار
يمسك عصا شيخوخته
يتوكأ على آهات ألمه
وجهه هو هو
رآه قبلا بذقن أسود والآن يراه مرملا بنداهات الشيب..
عدّاد الوقت يهرول مسرعا
نحو نهاية المطاف
والأفق بعيد…. بعيد
الفرح المستورد عاث به الغلاء
لا تدجين للمحنة
لا حبيبة لا صديق ولا قريب
الحب سلعة تباع وتشترى في صالات الخديعة
وملاعب الغش والضجيج..
القصيدة محض تسلية وأقراص منوّم تمتهن كبح جماح اليقظة القاتلة
يتيمة …شوّهها المزيّفون
النكبات تترى على شرفات الهزائم
بائعو الخضار يملؤون الشوارع
صيحاتهم تبتلع الوقت
والخضرة تختفي من الساحات
الحفاة جدّرت أقدامهم دروب المأساة
في المدن العطش
شجرة الميلاد اعتراها الذبول
تساقط الورق
منذ فارقتها أكف الماء
وأغرورقت شواطئ النهرين بدموع الجفاف
الفواخت مأزومة ترفرف فوقها
ولا هديل بشرى يبثه اليمام
الحياة مسرح للمأساة
وذاك المبتلى مازال واقفا
على مدخنة اللغو
يرفع قبعته مستسلما لشراسة العواصف وانحراف البوصلة
شاخصا بصره نحو السماء
مبتهلا… متأمّلا…منتظرا وابل المطر
واخضرار التين
حالما بميلاد فرح قد يولد من رحم البلوى.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!