(الفن هو أفضل رد على الجهل)، هذا ما صرّح به أخيراً أحد رجال الأعمال الفرنسيين بعدما أهدى مجموعته الفنية المكونة من ستين قطعة نادرة لأحد المتاحف الباريسية الكبرى. هذا الفعل والقول يدلنا على أشياء كثيرة لا يعرفها أغلبيتنا ولا ينتبهون إليها. في مقدمتها أن رجال الأعمال عليهم مسؤولية تجاه تنمية الأذواق، خصوصاً الصغار منا.
من جهة أخرى، هذه هي قيمة الفن الذي لا يشغل بعضنا اليوم سوى تحريمه تارة وتجاهله تارة أخرى، على الرغم من أننا في زمن أحوج ما نكون فيه للاتجاه نحو آفاق أكثر انفتاحاً، لأنها السبيل الوحيد لتنشئة أجيال أكثر ميلاً للمصالحة والتسامح، بل وأكثر انسجاماً مع الآخرين. لذا، لا بد أن نعطي فرصة للأجيال القادمة للتعامل مع الإبداع باعتباره أفضل رد على التعصب والعنف والسطحية التي تغزونا من كل جهة.
«الجمال هو وعد بالسعادة»، ونحن لا نستطيع إنكار أننا نستهين كثيراً بكل القيم الجمالية في حياتنا، حتى إنها لا تشغلنا من الأساس. ولن ننكر أيضاً أن هناك تقصيراً من الجهات المعنية بالثقافة والفن والإبداع فيما يخص تدعيم هذه القيم التي تساعد على الثقة بالنفس والتنوع الفكري، ومن ثم التماسك الاجتماعي.
إن الممارسات الثقافية تلعب دوراً كبيراً في بناء الشخصية، خصوصاً إذا ما صارت جزءاً لا يتجزأ من اهتمامات صغارنا لعلهم يكونون سعداء.