نشهد في السنوات الأخيرة الكثير من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الحركة الفكرية العربية، وتراجع الفكر والعقل المعرفي العربي، وما هذه التحولات إلا نتاج التفاعل الثقافي الكبير والا محدود مع الأمم الأخرى شوبًا وثقافات.
ولعل المعضلة الفكرية للمجتمعات العربية الإسلامية تعود أسبابها بالأساس إلى نوعية التفكير وأنماطه وأدواته الذائعة السائدة في مجتمعاتنا العربية الحديثة، والمرتبطة بأنواع العقول التي تطبع وتنسخ هذا النمط من التفكير وتضفي عليه الاعتقاد والأداء.
وفي ظل التردي الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية وإخفاق المشروع النهضوي العربي، فضلًا عن انتعاش الفكر الظلامي الداعشي، وسيادة الجهل والتخلف والأمية والبؤس الثقافي، هنالك ضرورة ماسة لبحث الحالة الراهنة في الوطن العربي وتشخيصها، واستشراف مستقبلي، ووضع التصورات والحلول العملية والخيارات الممكنة، عن طريق توفير منابر ومساحات حرة للحوار الجاد المفضي إلى بلورة فكر عربي متنور معاصر نحو قضايا الأمن القومي والتنمية المدنية والوحدة والتحرر والتقدم العصري الحضاري.
فنحن نحتاج إلى إرساء أسس وآفاق الانبعاث الفكري، بإعادة إحياء حركية العقل المجتمعي وإشاعة القيم الإيجابية، وتفعيل دور الأسرة والاهل ومؤسسات المجتمع المدني في مجال الفكر وبناء الإنسان، ووضع تصور مستقبلي وبناء استراتيجية مجتمعية شالة قائمة على الوعي المعرفي والتنمية الفكرية وتشجيع القراءة وتطوير التفكير الإبداعي.