تفقدونا قبل أن تفقدونا

كتبت سلوى بنت ربيع اليافعية
المسؤولية تكريم إلاهي للإنسان ، إذ أن جعله مسؤولاً و اناط تلك المسؤولية بموطن التكريم الإلهي و هو العقل و أودع فيه حتمية الاحساس بالمسؤولية و القيام بها لصلاح امور الحياة باختلاف مستوياتها و توزيع تلك المسؤولية فردية مجتمعية تجاه النفس و تجاه الآخرين .
هناك فئة مجتمعية تتوق الى استشعار مسؤوليتنا المجتمعية و السعي لتحقيق الحياة الجيدة و الرفاهية لها في مرحلتها الحالية و القادمة هم ( كبار السن ) و هذا هدف اسمى تسعى إليه المنظمات الدولية لتحقيقه ، إن الظروف و المعطيات الحياتية الحالية أثرت بشكل كبير على المجتمعات و على آليات التعامل مع أفراد المجتمع و بين افراد الاسرة ، و أيام جميع تلك التغيرات و تسارع عجلة المعلمة اصبح من الواجب التعاطي مع فئة كبار السن حطاً أحمر لا يمكن تجاوزه و واجب يتجسد في استشعارنا تفقدهم الدائم و احتواءهم بحب و وفاء و إحسان .
إذا ما استشعرنا تلك المسؤولية لتغيير ثقافة  أفراد المجتمع الصغير ( الأسرة ) أولاً و المجتمع المحيط ثانياً بأن كبار السن لهم الاولوية في  مسؤوليتنا مهما كانت المغريات و المتغيرات الحياتية .
ان قدرتنا على تفقدهم و تواصلهم أرحم بكثير من قدرتنا على تحمل مرارة فقدهم و مواجهة التقصير في مسؤوليتنا اتجاههم .
لا يزال الوقت أمامنا لنتفقدهم و نستشعر المسؤولية معهم و نشبعهم محبة و عطاءً و عرفاناً و بِراً قبل أن نفقدهم.• اخر السطر/ المسؤولية المجتمعية عطاء.

*الرئيس التنفيذي لمركز العرفان للخدمات المجتمعية (سلطنة عُمان)
عضو الإتحاد الدولي للشيخوخة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!