الصَّداقاتُ/ بقلم:علي سيَّــــــار

الصَّداقاتُ
عُمرُها لا يَدومُ
فهيَ كالرِّيحِ زائــرٌ لا يَقِيمُ

تَتَلاشَى
معَ الهواءِ وتُفْنَى
ثُمَّ يُنسى وجودُها المزعومُ

هيَ لا تصحبُ
المشاعرَ إلا
مثلما تدركُ الغُصونَ غُيُومُ

واهمٌ من يظنُّ
أن صديقًـا
سوفَ يَبقى وظنُّهُ مَوْهُومُ

إن مَنْ يجعلَ
الصَّداقةَ حصناً
أخـويَّاً فحصْنُهُ مَهْدُومُ

والذي يَصْحبُ
الدُّخانَ رَفيقًا
فبـلا شـكّ أنّــهُ مَشْـؤومُ

ليس للأصدقــاءِ
أيُّ أمـانٍ
فهُمُ والسَّوادُ حُزْنٌ وَخيمُ

نادراً لو وَجَدتَ
فيهمْ مُحبًّا
لا يُمـاري بحبِّــهِ أو يَسُـومُ

أحْسَنُ الأصْدِقاءِ
مَنْ لا يُعاديـ
ــكَ جَهْـراً وفي الخَفاءِ لئيمُ

هَكَــذَا !
منهجُ الصَّداقةِ دَوْماً
ليسَ فيها مُنَــزَّهٌ مَعْصُـومُ

لم أصِبْ لي
من العلاقةِ إلا
محضَ ريحٍ فناؤهُ مَحْتُومُ

وقليلاً
من الدُّخان تلاشى
طَالَمَا كانَ فِيْ الهَواءِ يَحومُ

وَصَدِيقًـا
لَمَحْتُهُ فَتَـوارى
عَنْ عيوني ودثَّرَتهُ وُجُومُ

وقريبًــا
قَصَدتُّهُ عَن إخاءٍ
ذاتَ يومٍ فقالَ لي مَن ترومُ؟

قُلتُ خِـلاً مُقرّبًـا
أو غريبًــا
منكَ لوْ رُمتُ ودَّهُ لي يدومُ

نابَ لي عنهُ صمتُهُ
بل أنابت
منهُ نحوي مواجعٌ وهمومُ

ناكِـرُ الـودِّ
خَـائِـنٌ لا وفيٌ
ومِن الصِّدقِ قلبُهُ مَعْدُومُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!