قسوة الطبيعة
أم صقيع الوطن
وطن
تخلى عن طفولة بريئة
طفولة جل حلمها
أن ترسم مستقبلها
على جدران مدينتها
أيها الزائر الأبيض
كن رحيما
على من لا حيلة لديه
أجساد متخشبة
من هول الصقيع
عيون تشع نارا
ليس دفئا
لكن من لهيب الخوف
شفاه بيضاء مرتعشه
باعدت بينها مرارة الوجع
صرير أسنان
يعزف لحن الموت
أقدام متحجرة
ضاربة بوحول القهر
أنامل تلوك الصبر
وتمضغ قهر الزمن
أيها الزائر الأبيض
ككفن الموت
ماتت في حضورك الضحكات
تجمدت الانفاس
تلعثمت الكلمات
وتلاشت الأحلام
وإندثر الأمان
فبقي الجسد
وغاب الوطن