وكأنّك تسير في غابة ضبابية كلّ شجرة تُمثّل مسلكًا،
وكل خيال يُفضي إلى قعر ليس إلى سبيله انتهاء.
تردُدُ صوتك يتيه في الأجواء مخالطًا صمت الوجود
فلا تدري أهو سكون صوتك أم أصداء سمت اللامكان..
عجيبة روحك..
في وسعها أن تتماهى بين قدر مأهول من الفوضى
وفي مقدورها أن تسعى مغالبةً وراء النظام.
في كل معترك ..
تحاول مسك نفسك ترسم عنها مخائل إنسان يعبر
عن سِماتك كي تثبتها لوحة بارزة بمسمار الخلود؛
وسرعانما يعتريك الإختلاف لتدرك أنك مثل ظلّ على سطح ماء
تهتز مع كلّ نفسٍ تتنهده وكلّ نشاط في دنيا الإله تجترحه.
تُصارع فكرة أن لا تكون همًّا،
بينما يبتلعك الإرتياب كدوامة تسحب اللحظات شطر متاهة
لا قرارةَ فيها ولا قاع
تفتش عن جوهرٍ ثابت هنا وهناك، فلا تجد غير فشل المحاولات.
ربما هي الحقيقة التي تهرب منك
أو أنت الذي عنها لا تجيد سوى الفرار.
أن تكون أو لا تكون ليست العبرة في إثبات أحد النقيضين؛
إنما كيف تكون حين تصير
وما الذي تفقده عندما تغيب..!