رواق الشعر

إِذَا بَـعْـضُ الْـكِـلَابِ لَـــنَـا تَـعَضُّ، وَعَـــنْ أَنْـيَـابِـهَا رَاحَـــتْ تَــنِـضُّ. وَلَـــمْ نَـعْـلَمْ بِــأَنَّ بِـهَـا سُـعَـارًا، فَـقُـلْنَا: الـطَّرْفَ عَـنْهَا قَـدْ نَـغُضُّ. وَلَـكِـنْ فِــي سَـفَاهتِها تَـمَادَتْ، وَبــاتَـتْ لِـلْـمَـضَاجِعِ قَــدْ تَـقُـضُّ. وَنَــعْـلَـمُ أَنَّــنَـا أَصْــحَـابُ حَـــقٍّ، وَأَنَّ قِــتَـالَـهَـا أَمْـــــرٌ وَفَـــــرْضٌ. وَمَــا غَـيْرُ الْـعَصَا يُـجْدِي عِـلَاجًا، فَـيَـطْرَى لَـحْـمُهَا وَالْـجِـلْدُ بَــضُّ. وَإِنَّـــا الْــقَـادِرُونَ عَـلَـى عَــذَابٍ، لِـيُـنْـهِكَ جِـسْـمَـهَا كَــدْمٌ وَرَضُّ. نُــدَارِيـهَـا لِأَنَّــــا أَهْــــلُ جُــــودٍ، وَلَـــوْ ثُــرْنَـا فَـــلَا تُـؤْوِيـهَـا …

بعيدًا عن الأرض التي تنبت الدَمَا وعن عالم إنسانُه يشبه الدُّمى بعيدًا عن الأوقات تهتزُّ مذ أتت وعن سَهم قابيل الذي زاد أَسْهُمَا بعيدًا عن الأشلاء ..يهرب كي يرى قناديل من ذات يصير بها سما بعيدًا عن الآلام تكتظُّ حولهم وعن موطن يمتد موتًا ومأتما بعيدًا عن النفط ، فثَمّة حاكمٌ يرى ملكه الأرض ، لذلك أجرما …………. على ضوئه …

يا بلادٌ أُقبلُها نهدة نهدة سوف آتي ربيعا لأستر عري الشوارع كالورد والشجر المتقطر _ كل صباح ٍ_ ندى . . يا ابنة القلبِ أعطيك مائي فراتا وأشرب ماءك دمعا لذا أجعل الملح لوني وأغمس في كل بحر يدا . . كلُّ جرح يموت على ضفة الوقت إلاك أصحبت جرحا يعتقه الوقت نزفا تجيئين _ كالورود ينزفُ عطرا _ دمي …

يا لِحَظّي قد فَقَدْتُهْ لم يكن عمّا عَرَفْتُهْ لَمْ يُفَكِّرْ مَنْ تَنَاسى أنّ لي خِلّاً ودَدْتُهْ غيرَ إنّي مِنْ قَريبٍ لي حَبيبٌ قد وَصَلْتُهْ لو أرادَ البُعْدُ مِنّي وَرْدَ حُبّي ما قَطَفْتُهْ إنّهُ شِعْري بِوَزْنٍ لو تَغَنّى ما سَمِعْتُهْ كُلُّ فِعْلٍ مِنْ حبيبي ما عَدَا البُعْد احتَمَلْتُهْ ها هو رَدّي خَجُوْلٌ ذاكَ طَبْعي لا عَدِمْتُهْ إنْ رأيتُ الخِلَّ يَوْمَاً ذاكَ …

سهرت الليل والأقمارباكيةٌ ويطفو الغيم أكواما بنافذتي سألت النجم ماأبقاك ملتحفا وماء الصيف قد رحلت وفاتنتي ألا تبقى بأجوائي تسامرني نعاقر كأس وجدانٍ بناصيتي وطول الليل أبكانا بأوجاعٍ ودمع العين دفّاقٌ لفاجعتي سأركبها شراعاتٍ وأعبرها وبحر الشعر مرساتي وراحلتي فلاغواص شاركني وأسفاري سوى الآمال أطويها كقائمتي ووحدي صِرْت أخلو بين أجنحةٍ لأجعل من سنان الريش قافلتي أصَوِّرُ واحةً أسنى سموت …

هذه الأرض عاهةٌ لا تُوارَى في فناها للموت أضحى قرارَا من يغطِّي الضحى بغربال بؤسٍ ثم يعمى به و يرجو النَّهارَا و ينادي.. و الريح تذروهُ كيما يُسمعُ الصَّوت، و الصَّدى قد تمارَى و يظنُّ الجميع صمًا وبكمًا كلهم في رؤاهُ جاؤوا سُكارَى ثم يشكو و يطلبُ الرمل وصلًا فيه يخفي الأسى ويخفي النُّضارَا * يا بلادًا تُحمِّلُ الموت عامًا …

أنت في قلبي عناوين الخـــبر وأنت بالإحساس عنوان السلا ما ببالي غير طيفك قد خطـر وما أبد منك .. انا قلبي خـــلا ذي تواسيني إذا قلبي أنكــسر ذي تهــــونها .. وتجعـــــلها دلا مَن ردم بالقلب لي كــل الحفـر مَن بقــدره في أحاسيسي علا كلما طليت يضحـك لي القمـر وكلـما هليت يقـل قلبي : هـلا ليش صـاير بالبشـر كل البشـر وليش …

مابين مغتصب وطامع نحن هنا نتجرّع الغصات… ونعيش في كنف المواجع ونصارع الويلات…. ونترجم الآهات في ذرف المدامع ضاعت مواردنا وصارت…. لاتُرى في أم أعيننا… وريحتها على الأرجاء شائع من ياترى يهنى بلذتها… ويحصدها…. ويجمع كل غلّتها.. ويجني من ضرائبها المنافع ؟! من ياترى يجمع ولايشبع……. وبمالنا يــرتــع ولايقنع……… وحسابه في البنك تمليه الودائع الكل يخبرنا بأنا أثرياء وتمــوج دولتنا …

على اجفاني نام الليل لكن فؤادي حاملٌ همي وضيقي تجاوزتُ الرحيل وتبقى ذكرى تبعثر نبضتي تذكي حريقي تشظى الفَرْحُ والأحزان هَبَّتْ ودمعُ الآهِ يُسْكَبُ في بريقي وصوتُ في جذاذِ الصدر يعلو ضجيجٌ جاء يسري في شهيقي كفى الإبحار في بونٍ ونأيٍ أنا المسجون في حبي الحقيقي أيا من كنتِ نبراس الليالِ وبوصلتي اذا تاهت طريقي  

  على جدرانِ ذاكرتي وفي أعماقِ أوردتي تُذكِّرني دماءُ الطفلِ بالآلامِ والأوجاعْ فتبدو بين أضلاعي شجونٌ تملأ الوجدانْ وتصرخُ في أساريرِي دموعُ الأمِّ والأطفالْ بلا زادٍ ولا مأوى يتامى ما لهم أوطانْ وفي الآفاقِ أسلحةٌ وفوق الأرضِ أسلحةٌ وكلُّ البحرِ أسلحةٌ لقتلِ الأرضِ والإنسانْ سماواتٌ يُغطّيها سلاحُ الجوِّ بالأطنانْ صواريخٌ من الشيطانْ محرّمةٌ يُعانيها صغارْ . كبارْ حريقٌ مزّق الأكبادْ …

وقـالُوا: قَـضَى لَـيلًا، مَـنِ اشتاقَ فَجرَهُ ولـــم يَـحـتَـسِب إلا عــلـى اللهِ أَجــرَهُ ولـــم يُــبـقِ إلَّا اسـمًـا خَـفـيفًا، وكُـنـيَةً ودُرجًـــا بَــنـاتُ الـفِـكرِ يُـثـقِلنَ ظَـهـرَهُ وشَــــالًا سَــمـاوِيًّـا قَــديـمًـا، وسَــاعَــةً سَــمـاوِيَّـةً..، كـــان الـسَّـمـاوِيُّ بَــحـرَهُ وصـنَّـارةً فــي الــرَّفِّ شـاخَت عَـناكِبٌ عـلـيها، ومــا زالــت إِلــى الـبَحرِ تَـشرَهُ ومِـلـحًا عـلـى الأَورَاقِ، حــارُوا بِـأَمـرِهِ فـقـالوا: كــأنَّ الـبَـحرَ “أَعـطـاهُ عُـمـرَهُ” وآثـــارَ أَقـــدامٍ عــلـى الـقَـلبِ، حـولَـها شَــريـطٌ رَمــادِيٌّ سَـعـى …

عثرات الوقت بوائقهُ ونكوص العمر حرائقهُ أدمنت عليه لآمَنه فأهان ولائيَ مزّقهُ * الراشد يجحد مُرشدهُ والنائم يهجر مرقدهُ فتحوم علينا جائحةٌ تدمي شادينا .. تجلدهُ * كانت للحرةِ مملكةٌ ووليدٌ حُر ٌ .. تكرمه باعت ثدييها مرغمةً في مسغبةٍ كي تطعمهُ * هل هذا وهم هلوسني فبدا ما كنت أهلوسه أم أن العقل غدا خرفاً فمضى إبليسُ يؤبلسه ؟ …